جاري التحميل

حسب الأرقام الصادرة عن وزارة المياه والري الأردنية تعد الأردن من أفقر الدول بالمياه في العالم، حيث لا يتوفر لسكان المملكة خُمس الحد الادنى لكمية المياه المُعرّفة بأنها خط فقر المياه في العالم. لذلك تعد المياه وخصوصا المياه الجوفية في الأردن مورداً ثميناً للغاية.

المياه الجوفية هي أهم مصدر للمياه في الأردن

تعد المياه الجوفية المصدر الأكبر للتزويد المائي في الأردن بنسبة تزيد عن 60%. لكن تمهل، مرة أخرى ما هي المياه الجوفية؟ المياه الجوفية هي مورد غير مرئي بالعين المجردة، حيث أنه يُخزن في الصخور الحاملة للمياه في باطن الأرض. حينما تحاول تخيل المياه الجوفية يمكنك تصور إسفنجة مشبعة بالمياه تحت الأرض.

يمكننا تخيل المياه الجوفية كالإسفنجة المليئة بالمياه

تسمى هذه الإسفنجة بالمصطلح التقني "طبقة المياه الجوفية". طبقة المياه الجوفية هي طبقة من الصخور ذات النفاذية التي تسمح بتخزين المياه. بشكل عام يمكننا القول إن الأردن فيه ثلاث مجموعات رئيسية من الطبقات المائية الضحلة والوسطى والعميقة.

تعرف على الديسي

تسمى أعمق طبقة مياه جوفية في الأردن "الديسي"، حيث تم استكشاف طبقة المياه الجوفية الرملية في الثمانينيات. تتشارك الأردن طبقة الديسي مع المملكة العربية السعودية حيث تعرف باسم طبقة المياه الجوفية "الساق", وفي الحقيقة معظم امتداد الطبقة يقع في أراضي المملكة العربية السعودية وجزء صغير منها يقع في الأردن و تمتد على كامل أرضي الأردن حيث تتموضع الطبقة بشكل جزء على عمق أكثر من ثلاثة كيلومترات. يمكن مشاهدتها فقط الأجزاء الجنوبية من الأردن مثل وادي رم.

ملاحظة قصيرة على التسمية: على الرغم أنه من المضلل بعض الشيء، الحقيقة إن أسم "الديسي" أُستخدم للإشارة إلى مجموعة تسمى طبقة المياه الجوفية "رم", كون الديسي الاسم المحلي للجزء المُتَكشف من المجموعة في الجزء الجنوبي من الأردن.

بمجرد نفاذ مياه الديسي، فإنها ستختفي للأبد

الديسي هي طبقة مياه جوفية أحفورية وكمية مياهها محدودة، حيث أن المياه المستخرجة لن يتم استرجاعها عن طريق التغذية. يقدر عمر مياه الديسي على الأقل ب 36 ألف عام ومن المحتمل أنها أقدم بكثير من ذلك، حيث يظن الكثير من الخبراء أن عمرها قد يبلغ حتى 50 ألف سنة مما يسلط الضوء على أن الطبقة المياه الجوفية لم يتم تغذيتها مؤخراً من خلال الهطول المطري أو الجريان السطحي حيث أنه إذا حدث ذلك سوف يكون عمر المياه صغيراً نسبياً.

مثل طبقات المياه الجوفية الأخرى، تتوزع المياه بشكل غير متساوي في أنحاء الطبقة لذلك تحتوي بعض أجزاء الطبقة على كميات مياه أكثر من غيرها. يتم تخزين مياه الديسي في الفراغات بين حبات الرمال وفي الشقوق الطبقة الصخرية فهي ليست مُسطّح مائي ضخم.

كل قطرة مياه في عمّان تأتي من الديسي

لأن الديسي ليست بحيرة غير منتهية من المياه الجوفية، ينقص مستوى مياه الديسي في الأردن منذ الثمانينيات. في عام 1982, بدأت المشاريع الزراعية لأول مرة باستخدام مياه الديسي لغايات الري. تبع ذلك تزايد في استغلال لطبقة المياه الجوفية لاستخدام المياه في المشاريع الري الخاصة التي تقدر مساحتها ب 6400 هكتار من المزارع التي استخدمت لإنتاج القمح والبرسيم - وهو نبات من عائلة البقوليات- ولاحقا تم البدء بإنتاج الخضروات. في يومنا هذا، تستخدم مياه الديسي في الأردن أيضاً لإمداد محافظتي عمّان والعقبة بالمياه. بشكل عام يمكننا القول إن كل لتر من المياه في عمّان يأتي من الديسي عن طريق ضخه ونقله بواسطة الأنابيب إلى العاصمة.

بعد بدأ مشروع التزويد المائي لعمّان في عام 2013, ينقص مستوى مياه الديسي بشكل حاد -بمعدل 1.2 متر سنويا- في السنوات الأخيرة نتيجة الضخ الجائر. كما تتزايد ملوحة المياه  في الديسي بمعدل ينذر بالخطر.

لأن الأردن يعتمد بشكل كبير على المياه الجوفية لتلبية احتياجاته للمياه ومع وجود خطر نفاذها كانت الإدارة الحكيمة لموارد المياه الجوفية المتبقية أمراً في غاية الأهمية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لدولة.

ولهذا يركز مشروع BGR على دعم السلطات الاردنية في تقييم وإدارة موارد المياه الجوفية المتبقية في الأردن، حيث يعمل فريق المشروع جنباً الى جنب مع وزارة المياه والري وسلطة المياه الأردنية وشركات المياه الاردنية.